خطوة ترامب الاستراتيجية: 9 تريليونات دولار من أموال التقاعد جاهزة لدخول سوق الأصول الرقمية

متوسط7/22/2025, 8:29:45 AM
أعلنت تقارير أن ترامب يعتزم التوقيع على أمر تنفيذي يتيح استثمار 9 تريليونات دولار من أموال التقاعد الأمريكية ضمن خطط الادخار 401(k) في الأصول الرقمية والملكية الخاصة، ما يشير إلى انطلاق مرحلة جديدة في تخصيص الأصول الرقمية ضمن صناديق التقاعد الأمريكية. وقد أثار ذلك اهتماماً واسعاً في الأسواق المالية.

في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" خبرًا بارزًا: يستعد الرئيس دونالد ترامب لتوقيع أمر تنفيذي يسمح لصناديق التقاعد من نوع 401(k) وغيرها من خطط التقاعد بالاستثمار في العملات المشفرة، والذهب، والأسهم الخاصة، وأصول بديلة أخرى.

وأفاد ثلاثة مطلعين بأن هذا الأمر سيطلب من الجهات التنظيمية الفيدرالية مراجعة وتخفيف القيود الحالية على استثمارات خطط التقاعد. ويمهد ذلك الطريق لدخول الأصول الرقمية إلى سوق التقاعد الأمريكية الذي يبلغ حجمه 8.7 تريليون دولار.

جاء هذا التطور بعد إشارات سابقة في السياسة العامة، إذ ألغت وزارة العمل الأمريكية، في 28 مايو، تعليمات إدارة بايدن التي كانت تحض على "الحذر الشديد" بشأن الأصول الرقمية، ووصفت ذلك بأنه "تجاوز تنظيمي". وفي عام 2022، قدم النائب الجمهوري بيتر ماير مشروع قانون تحديث مدخرات التقاعد، الذي كان يهدف إلى إدراج الأصول الرقمية ضمن إطار قانون ضمان دخل تقاعد الموظفين لعام 1974 (ERISA). وعلى الرغم من عدم إقرار التشريع حينها، إلا أنه أسس لمرحلة التحول الراهنة في السياسة.

طموحات ترامب الرقمية للأصول

يهدف هذا الأمر التنفيذي إلى كسر الهيمنة الطويلة للاستثمار التقليدي في الأسهم والسندات ضمن خطط 401(k)، ومنح مزيد من المرونة في توزيع الأصول.

سيوجه الأمر الجهات التنظيمية في واشنطن إلى مراجعة شاملة والعمل على إزالة كل العقبات القائمة التي تعرقل إدراج الأصول البديلة — وبالأخص الأصول الرقمية، والمعادن الثمينة، وصناديق الاستثمار المختصة في الاستحواذ على الأسهم الخاصة، والائتمان الخاص، واستثمارات البنية التحتية — ضمن خطط 401(k) الاحترافية.

وأبلغ البيت الأبيض "فاينانشال تايمز": "الرئيس ترامب ملتزم بإعادة الازدهار للأمريكيين العاديين وتأمين مستقبلهم الاقتصادي. لكن لا يعد أي قرار سياسة رسمية حتى إعلانه الرسمي من الرئيس نفسه." ومع ذلك، فإن الإدارة الحالية توضح نيتها الواضحة لتوسيع انتشار العملات المشفرة.

تشكل هذه الخطوة جزءًا من توجه ترامب الأوسع المؤيد للقطاع الرقمي. بدءًا من وعوده الانتخابية بإلغاء ما وصفه بـ"القيود الشديدة" عن العملات الرقمية، ومرورًا باستثمارات شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا — التي تملكها عائلته — بأكثر من 2 مليار دولار في البيتكوين وأصول رقمية أخرى، وصولاً إلى إطلاق عملة مستقرة ورموز رقمية خاصة، أصبح ترامب أحد أبرز الفاعلين في عالم الأصول الرقمية. وتشير الإفصاحات إلى أن حيازاته الشخصية من العملات الرقمية تجاوزت 51 مليون دولار.

وقد باشرت إدارته بالفعل إجراءات عملية، إذ ألغت وزارة العمل في مايو تعليمات عهد بايدن التي كانت تثني مديري خطط 401(k) عن إتاحة خيارات الاستثمار في العملات المشفرة، وهو ما أسس لهذا التحول التنفيذي.

تحرير سوق التقاعد الأمريكي: دلالات أعمق

لفهم حجم الأثر المحتمل لهذه السياسة، يجب التوقف عند ضخامة سوق التقاعد الأمريكي وتركيبته. إذ يعد من أكبر أنظمة التقاعد عالميًا وتبلغ أصوله نحو 9 تريليونات دولار.

وبحسب بيانات منشورة، وصل إجمالي أصول خطط التقاعد محددة المساهمة التي ترعاها جهات العمل حتى 31 مارس 2025 إلى 12.2 تريليون دولار، منها 8.7 تريليون مخصصة في خطط 401(k).

ويأتي هذا التدفق الضخم من رؤوس أموال عشرات الملايين من العاملين الأمريكيين، حيث تعتبر خطة 401(k) — برنامج تقاعد يقدمه صاحب العمل ويشمل اقتطاعًا شهريًا من الراتب، وحوافز ضريبية، ومساهمات مطابقة من جهة العمل — الأداة الرئيسية للادخار طويل الأمد لمعظم الأسر العاملة.

وفي السابق، كانت هذه الثروات الهائلة تتوجه أساسًا إلى الأوراق المالية المدرجة. فبنهاية مارس 2025، خضعت 5.3 تريليون دولار — أي 61% من إجمالي الأصول في خطط 401(k) — لإدارة صناديق الاستثمار المشتركة. وتأتي صناديق الأسهم في الريادة بقيمة 3.2 تريليون دولار، تليها الصناديق المختلطة (بما في ذلك صناديق التاريخ المستهدف) بـ1.4 تريليون دولار. ويكشف هذا التركيز التقليدي على الأسهم والسندات عن فرصة كبيرة لدفع خطط ترامب نحو الاستثمارات البديلة.

أما الحسابات التقاعدية الفردية (IRAs) فتوفر للأفراد حرية أكبر في إدارة مدخراتهم، وتشكل الثروة المتراكمة من المدخرات الفردية للأمريكيين رأس مال طويل الأمد يدعم النمو الاقتصادي واستقرار الأسواق في الولايات المتحدة.

وكذلك، تحاول كل من أمريكا والصين بناء أنظمة تقاعد متعددة المستويات. فالنظام الصيني "المعاش التقاعدي المؤسسي/المهني" شبيه بخطة 401(k) الأمريكية، بينما النظام "التقاعدي الفردي" في الصين يتقاطع مع حسابات IRA الأمريكية. ومن هنا، فإن توجه الولايات المتحدة لفتح صندوق التقاعد أمام خيارات استثمارية جديدة يحمل دروسًا هامة لاستراتيجيات إدارة الثروات على مستوى عالمي للأفراد.

عمالقة الأسهم الخاصة ومعركة الاستثمار في التريليونات

لا تقتصر آثار الأمر التنفيذي على العملات المشفرة فقط، بل تفتح فرصة بعشرات التريليونات لعمالقة رأس المال الاستثماري العالمي مثل بلاكستون، وأبولو، وبلاك روك، الذين يتطلعون لنمو كبير من إدارة مدخرات التقاعد للأمريكيين. وسيكلف الأمر وزارة العمل بدراسة آليات "الملاذ الآمن" لمسؤولي الخطط لإعفائهم من بعض المخاطر القانونية عند إتاحة منتجات استثمارية ذات رسوم مرتفعة، وسيولة أقل وشفافية محدودة مقارنة بالأسهم المتداولة.

ويتوقع أن تجتذب مجموعات الأسهم الخاصة مئات المليارات من الدولارات من الأصول الجديدة عبر اقتحامها سوق التقاعد 401(k).

ولهذه الغاية، تقيم تلك الشركات شراكات مع رواد الصناعة؛ فقد تحالفت بلاكستون مع فانغارد، وتقدم أبولو، وشركاء جروب، وآخرون خدمات استثمارية لرعاة خطط 401(k) الكبار مثل إمباور. وبدأت بلاك روك التعاون مع Great Gray Trust لإدارة خطط التقاعد كطرف ثالث.

وبينما السياسة الفيدرالية لا تزال قيد التبلور، بادرت بعض الولايات بتجاربها الخاصة؛ حيث سبق أن أوضح تقرير Bitpush أن مشرعي كارولاينا الشمالية اقترحوا السماح لبعض صناديق التقاعد بتخصيص حتى 5% من أصولها للعملات المشفرة. كما استثمرت صناديق التقاعد في ميشيغان وويسكونسن بالفعل في صناديق البيتكوين والإيثيريوم الفورية المسجلة بالبورصة، ما يقدم نموذجًا يسترشد به صانعو السياسات الاتحادية.

تحديات مستمرة تلوح في الأفق

على الصعيد التشريعي، أقر مجلس النواب الأمريكي يوم الخميس ثلاثة مشاريع قوانين رئيسية للعملات الرقمية: قانون CLARITY وقانون GENIUS وقانون مكافحة مراقبة عملة الدولار الرقمية الصادرة عن الدولة (Anti-CBDC Surveillance State Act). وستحال مشروعا CLARITY وAnti-CBDC Surveillance State Act إلى مجلس الشيوخ، بينما يتوقع توقيع الرئيس ترامب قانون GENIUS ليصبح نافذًا في أقرب فرصة. وتمثل هذه الخطوات تقدما ملحوظا نحو تأسيس أطر قانونية أكثر وضوحًا لنمو صناعة الأصول الرقمية.

ومع ذلك، لا تزال عقبات كبيرة تواجه السوق؛ فقد حذر الشريك المؤسس لشركة Palisade، مانتين ديف، من أن غياب أطر تنظيمية واضحة ومتسقة في الولايات المتحدة قد يدفع الشركات إلى نقل رؤوس أموالها وابتكاراتها إلى دول ذات بيئات تنظيمية أكثر وضوحًا. كما أن تخصيص مدخرات التقاعد لأصول خاصة أقل سيولة ينطوي على مخاطر تتعلق بارتفاع الرسوم، وزيادة مستويات المديونية، وانخفاض الشفافية، ما يفرض على الجهات التنظيمية والمستثمرين تقييم تلك التحديات بدقة.

ومع انخراط أمر ترامب التنفيذي في سوق التقاعد الأمريكية المقدرة بـ9 تريليونات دولار، قد تعيد هذه التجربة رسم ملامح مفهوم الادخار التقاعدي، حيث قد تفتح الباب أمام الأمريكيين للاستفادة من ثمار الاقتصاد الرقمي، أو تعرض مدخراتهم لمخاطر مستجدة. وستكون النتائج رهنًا بقدرة الجهات التنظيمية على تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية المستثمرين.

إخلاء المسؤولية:

  1. تمت إعادة نشر هذا المقال من BitpushNews (الرابط). جميع حقوق النشر محفوظة للمصدر الأصلي BitpushNews. في حال وجود استفسارات بشأن إعادة النشر، يرجى التواصل مع فريق Gate Learn للحصول على الدعم.
  2. إخلاء المسؤولية: الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تشكل نصيحة استثمارية بأي حال من الأحوال.
  3. جميع الترجمات للغات أخرى قامت بها مجموعة Gate Learn ولا يجوز نسخها أو توزيعها أو إعادة إنتاجها دون الإشارة الكاملة إلى Gate.
ابدأ التداول الآن
اشترك وتداول لتحصل على جوائز ذهبية بقيمة
100 دولار أمريكي
و
5500 دولارًا أمريكيًا
لتجربة الإدارة المالية الذهبية!